بعد موته إكتشفوا إنه إمراة كاملة الأنوثة .. انه جيمس بيري كبير الجراحين في المستشفى الملكي البريطاني .. فكيف اكتشفوا المفآجأة المذهلة بعد كل العمروهو رجل بينهم؟

وقد جاء هذا الخبر صادما ليس فقط لأن المملكة البريطانية قد فقدت طبيبا ماهرا وضابطا عبقريا قضى 52 عاما في السلك العسكري حتى أصبح في مرتبة المفتش العام للمستشفيات العسكرية في بريطانيا . ولكن ... كان مع خبر وفاته خبرا هو الأقسى .. لأنه أكثر صدمة حيث هز المجتع البريطاني بأكمله، حيث دخلت عليه خادمته صوفيا وبدأت في تنظيف جسده المسجى أمامها ... لتكون الصدمة . فلقد اكتشفت أن الطبيب الشهير والرجل العسكري ليس رجلا و انما هو إمرأة كاملة الانوثة ، وأنه قد استطاع أن يقوم بخداع كل من حوله خلال تلك السنوات الطويلة . لم يكن هذا فقط ما اكتشفته الخادمة ، بل اكتشفت ايضا أن الطبيب الشهير و الذي اعتقده الجميع رجلا قد سبق له الانجاب و أن لديها ابن أو ابنه حيث كانت علامات جرح الانجاب تظهر على بطنها. فلماذا أخفى الطبيب الشهير جيمس بيري حقيقة هويته عن المجتمع طوال عمره .... وكيف استطاع ذلك؟! الاسم الحقيقي هو جيميس أو مارجريت باكلي الاسم الذي ولدت به في إيرلندا، وقد كان لها خال باسم جيميس باري بالفعل وهو فنان مشهور وأستاذ لمادة الرسم في الأكاديمية الملكية في لندن، وقد أشارت التحقيقات و التي كشفت عنها بعض الخطابات التي وجدت فيما بعد بين أغراض الطبيب الشهير ... أن مارجريت بالتعاون مع بعض الأقرباء وأمها خاصة بأنها قد قررت الالتحاق بمدرسة الطب كأنها ذكر تحت اسم خالها استاذ الرسم جيميس باري. وبالفعل التحقت الفتاة بمدرسة الطب في جامعة أدنبرة على أنها ذكر وتحت اسم جيميس باري ، و في النهاية تخرجت منها و هي دارسة للطب وللأداب في عام 1812، ثم جاء الانتقال إلى لندن بشخصيته الجديدة .

وفي شهر يناير من عام 1813 نجح جيمس باري في اختبار الكلية الملكية للجراحين في انجلترا، وتأهلت كي تكون ضابط في الخدمة العسكرية، وكانت بداية عملها في دولة الهند، ثم اانتقلت إلى مستعمرة كيب تاون في دولة جنوب إفريقيا وتدرجت في المناصب حتى أصبحت مفتش الصحة العام في المستعمرة كلها. بعد ذلك تقاعدت باري وذلك في عام 1864، حيث عادت إلى إنجلترا مرة أخرى، وتوفيت باري إثر إصابتها بمرض الدوسنتاريا في 25 يوليومن عام 1865، يكون صدمة للعالم عندما جاء إعلان الخادمة المثير أن الطبيب و الجراح الشهير والذي كتبت باسمه واحدة من أندر العمليات الجراحية القيصيرية الناجحة والتي كتب المولد باسمه جيميس بارى هو أنثى. لماذا لجأت الى هذا الإدعاء ..؟. كان المجتمع في بريطانيا مجتمع متخلف ، حيث كان يكره المرأة في هذا الوقت ولا يستأمنها على الالتحاق بكلية الطب و لا أن تقوم برعاية المرضى و علاجهم و العناية بهم . كيف واجه القصر البريطاني الفضيحة و كيف بررها ..؟. بعد الوفاة حاول أن يواجه القصر الملكى تلك الأزمة في إدعاء أن مارجريت أو جيمس ما هى إلا خنثى وذلك من أجل التهرب من حقيقة ما حدث و أن إمرأة قد استطاعت ان تنجح كل هذا النجاح وأنها قد وصلت إلى ما وصلت إليه من نجاح و شهرة .. وبعد كل هذا تبقي الحقيقة المؤكدة أن جيمس كانت فتاة عادية طبيعية ، لكنها قررت أن تتحدى المجتمع المتخلف ، وتجد لها مكانا لتثبت من خلاله أنها تستطيع أن تكون طبيبة شهيرة و محترفة وبارعة حتى لو كلفها ذلك بأن تظل متنكرة في زى رجل لمدة 52 عاما من عمرها، وأن تحاول خلال تلك الفترة الطويلة أن تخفي كل ملامحها الأنوثية بكل شكل ، وبالطبع كان كل هذا بمساعدة تلك الأم العظيمة و التي وقفت وراء ابنتها و دعمتها حتى استطاعت طوال تلك السنين أن تخفي هذا السر عن أي شخص ربما يفشيه. إنها المرأة أيها السادة ..